
وتتكون نظم مكيفات الهواء «الصديقة للبيئة» في العادة من مبردات ضغط تقليدية تعمل بواسطة الكهرباء الناتجة عن الألواح الكهروضوئية أو محطات توليد الطاقة الشمسية المركزة، وفي الوقت الذي تعمل فيه أجهزة التكييف والمبردات التقليدية على استخدام الكهرباء لتشغيل الضاغط، فإن مبردات الامتصاص ذات التأثير المزدوج، مثل التي يتم اختبارها وتجربتها حالياً في «مدينة مصدر»، تعمل على استخدام الحرارة لتنشيط عملية كيميائية توفر مياهاً مبردة لأغراض التبريد.
وسيكون بمقدور هذه التقنية في حال تحقيقها الكفاءة المطلوبة أن تصبح مصدراً رئيساً للتبريد في جميع أنحاء مدينة مصدر الواقعة على مساحة ستة كيلومترات مربعة.
ويعد التبريد باستخدام الحرارة الشمسية حلاً مثالياً لحمل التبريد في الأماكن المتوسطة الحجم كمحال السوبر ماركت ومراكز التسوق، كما أن بالإمكان استخدامها في أنظمة تبريد المناطق.
وتعد هذه التقنية ملائمةً جداً من حيث تلبية الطلب على أجهزة التبريد، خصوصاً في فصل الصيف، إذ تتطابق إمدادات الطاقة الحرارية الشمسية مع الطلب المرتفع على التبريد أثناء النهار.
وتشتمل المجمعات الشمسية على أحواض قطع مكافئ من تصميم شركة «سوبوجي» ذات محورين وفتحة مرآة تبلغ مساحتها الإجمالية 334 متراً مربعاً.
وتعمل المجمعات الشمسية على تسخين الزيوت الحرارية، ويتم نقل الحرارة الناتجة عن هذا التسخين إلى دارة الماء المضغوط في النظام من خلال وحدات المبادلات الحرارية، وتعمل مجمعات «ميروكس» الشمسية أحادية المحور على تسخين الماء المضغوط مباشرةً.
وقدمت شركة «شنايدر إليكتريك» مكونات نظام المراقبة للمشروع التجريبي، بينما أجرت شركة «إي.إم.هيدرومونتازا» الأعمال الميكانيكية والكهربائية للمشروع، وسيحلل معهد «فرانهوفر» لأنظمة الطاقة الشمسية البيانات التي تم رصدها وتقييم أداء النظام. ويوفر النظام نحو 70 ألف كيلوغرام من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سنوياً. وسيتم تشغيل المحطة التجريبية لمدة عامين تقريباً لاختبار مدى ملاءمة هذه التكنولوجيا للظروف المناخية في أبوظبي وتقييم متطلبات عمليتي التنظيف والصيانة.
< السابق | التالى > |
---|